نسيم السحر
عدد المساهمات : 242 تاريخ التسجيل : 20/06/2009 العمر : 43 الموقع : سورية ____ حلب
| موضوع: ما هو سبب الحب لشخص التقيته مرة واحدة الأحد يونيو 21, 2009 2:44 pm | |
| ترى اية صفة بالتحديد ,يمكن ان تدفعك الى الوقوع فى حب شخص ما ؟! اهى قوته .... ام جماله .. ام طيبته .... ام روحه المرحة ...؟ ام .... ام .... الواقع انه لو اجريت استفتاء عاما بين المحبيين ,لما امكنك ان تحصر جوابا واضحا فى هذا الشأن... لانه فى هذه النقطة بالذات ,يختلف كل مخلوق عن الاخر اختلافا بينا لا يرجع الى طبيعته وشخصيته فحسب , ولكنه يرتبط بجيناته ايضا وبحياته ومنشئه على وجه عام ...... وربما كان لهذا العامل الاخير التأثير الاعظم فى الغالبية البعظمى من حالات الحب ..... فالطب النفسى يقول :ان الانسان يحب فى الطرف الاخر امرا افتقده فى حياته ويسعى اليه طيلة عمره .. الشخص الذى حرم من الحنان فى طفولته ,او عانى عذابا او قسوة ,قد يقع فى الحب ,اذا ما شعر بحنان الطرف الاخر او دفء مشاعره ... بل ويجد نفسه مدفوعا بقوة ,نحو اى لمسة حانية ,او همسة رقيقة ... لهذا قد تجد رجلا غاية فى الوسامة ,غارقا حتى اذنيه فى حب امراة ,يرى الكل انها تفتقر الى كل مقومات الجمال او الاثارة بل ويبدون دهشتهم الشديدة من شدة عشقه لها الا انه فى الواقع منجذب الى حنانها ,وما يمنحه اياه من شعور بالامان والاستقرار .... والعكس اكثر شيوعا ,وهو ان تجد فتاه رقيقة جميلة , تعشق رجلا خشن المظهر ,او يكبرها فى العمر , لانها وجدت لديه الحنان الذى تبحث عنه منذ طفولتها ..... والابنة التى نشأت فى كنف أب صارم متزمت ,قد تعشق فى شبابها شابا مرحا منطلقا ... وهكذا ... فمشكلة الحب الرئيسية ,هى انه يكمن دوما فى جزء خفى عميق من كينوناتنا ... جزء نجهل كل شىء عنه ... وحوله ... جزء يثب من مكمنه بغتة ,فى لحظة نجهلها ليسيطر على كل ذاتنا دون ان نملك له ردا او دفاعا ... وقد لا ندرك حقيقة ذلك الجزء الخفى ابدا حتى بعد ان نحب ونعشق ونتزوج ...وننجب ايضا ... والواقع ان هذا لا يهم ... ليس من الضرورى ان نعرف ما هية الحب .... ولا لماذا احببنا ... المهم ان نحب ... والا نضيع هذا الحب مهما كان الثمن ... المشكلة اننا نخشى بشدة حالة الوقوع فى الحب عندما نشعر بها فجأة... فالناس اعداء ما يجهلون ... ففى لحظة ,يكونون احرارا ... وفى اللحظة التالية يجدون انفسهم اسرى الحب .... هذا لان الحب لا يحدث فى لحظة ,او من النظرة الاولى كما تحب روايات الرومانسية ان تقنعنا... انما الواقع اننا ننتبه اليه فجأة .... ففى البداية يكون هناك انجذاب .... واهتمام... ومتابعة.... و....... وفجأة ! ياتى عامل ما ليفجر الحقيقة داخلنا دون تمهيد .. حقيقة اننا نحب .... وذلك العامل قد يكون غياب المحب ..... او مرضه او عودته ... والفتيات اكثر من يدركن هذه الحقيقة ... حقيقة العامل الخفى للحب ... فعندما تريد الواحدة منهن اختبار عواطف شخص ما نحوها, يجدها تختفى من حياته فجأة... او تفتعل معه مشكلة وهمية .... او تروى له مأساة مفتعلة .... المهم ان تفجر داخله عاملا ما ... عاملا تجهله .... ويجهله ... وعادة ما ينجح هذا الاسلوب تماما... ولكن ليس بالضرورة ان يسفر عما تنشده الفتاة ... فقد يدرك الشاب طبيعة مشاعره نحوها.. او انعدامها ... او هو لن يدرك انعدامها .... ولكنها هى ستدركها .... وسيتحطم حبها .... وقلبها ..... وتتصور ان عمرها قد انتهى ... وأنها لن تحب مرة أخرى ... و..... ولكن الزمن سيمر.... ويندمل الجرح ... ويشفى القلب .... ويتفتح .... ويأتى حب جديد ... واختبار جديد.... وما تهواه المرأة فى الرجل ,يختلف تماما عما يهواه الرجل فى المرأة بسبب اختلاف نوعيتهما ومنظور كل منهما للحياة .... وللحب ..... واختلاف المنظور هذا هو الذى يسبب كل مشكلات الحب والزواج , والارتباط بين الجنسين ... ففى اخر الابحاث العلمية , والتى ترفض الجميعات النسائية الاعتراف بها فى تعنت مضحك , أثبتت الجينات ان الرجل كائن متعدد والانثى كان منفرد... وهذا يعنى ان قلب الرجل يسمح له بالوقوع فى اكثر من حب , وفى آن واحد, فى حين ان المرأة لا يمكن ان تقع الا فى حب شخص واحد فىالوقت الواحد ... وهذا النتيجة تبدو لى علمية ومنطقية باعتبار ان الذكور فى كل الكائنات قادرة على التزاوج مع اكثر من انثى ,فى حين ان الانثى لا يمكن ان تتزاوج الا مع ذكر واحد .... والرجل مؤهل للزواج بمثنى وثلاث ورباع (على الرغم من اصرار البعض على نفى هذا ) فى حين ان الانثى غير مؤهلة لهذا !!!...... المهم ان هذا الاختلاف الجوهرى يدفع المرأة دوما لاستنكار تصرفات الرجل ,ويدفعه هو لاخفاء تلك التصرفات عنها ... ومن ناحية اخرى , فالمرأة تثق فى حقيقة تعدد مشاعر الرجل بدليل انها تخشى نظراته لاخرى , وحديثه مع صديقة ..... او زميلة ... او رفيقة حفل .... وقديما كانت النساء تدرك هذا ايضا , ولكنهن كن يتعاملن مع الموقف او يتغاضين عنه ... والحياة تسير ..... ثم تطورت الدنيا ,وحصلت المرأة على حريتها .... ولم تعد تتغاضى .... او تتنازل .... او تتجاوز ..... وبدأ الحديث عن الشخصية .... والكرامة .... وعزة النفس ... وبدأ القتال .... والصراع .... وتعددت حالات الانفصال ... والطلاق ..... ولم يتغير الرجل ... كل ما حدث هو انه قد تعلم كيف يخفى انفعالاته اكثر ... واكثر .. واكثر... ولان مشاعر المرأة اكثر رقيا من مشاعر الرجل ... وأنها ترغب اكثر فى الامان والاستقرار ... فقد عاد الامر يتراجع ... ويتراجع ... ويتراجع ... وعادت النساء تتغاضى ... وتتجاهل ... وتتنازل...... ويبقى الحب , هو الصمام ... صمام الامان ..... الوحيد.... | |
|