نسيم السحر
عدد المساهمات : 242 تاريخ التسجيل : 20/06/2009 العمر : 43 الموقع : سورية ____ حلب
| موضوع: قصة اللص الفقيه الأحد يونيو 21, 2009 5:48 pm | |
| أقدم لكم هذه القصة وأتمنى أن تعجبكم
روي أن قاضي انطاكية خرج ليلا إلى مزرعة له فلما سار من البلد اعترضه لص فقال له دع ما معك وإلا أوقعت بك المكروه فقال القاضي : أيدك الله إن لأهل العلم حرمة وأنا قاضي البلد فمن عليّ فقال اللص الحمدلله الذي أمكنني منك لأني منك على يقين أنك ترجع إلى كفاية من الثياب والدواب أما غيرك فربما كان ضعيف الحال فقيرا لا يجد شيئا فقال له القاضي أين أنت مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين دين الله والعباد عباد الله واسنه سنتي فمن ابتدع فعليه لعنة الله ) والإستقفاف وقطع الطريق بدعة وأنا أجلك من أن تدخل تحت اللعنه فقال اللص يا سيدي القاضي هذا حديث مرسل لم يروى عن نافع ولا عن إبن عمر ولو سلمته لك تسليم عدل أو تسليم انقطاع فما بالك بلص متلصص مما لا قوت له ولا يرجع إلى كفاية عنده إن ما معك هو حلال لي فقد روي عن مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لو كانت الدنيا دما عبيطا لكان قوت المؤمنين منها حلالا ) ولا خلاف عند كافة العلماء أن للإنسان أن يحيي نفسع وعياله بمال غيره إذا خشي الهلاك وأنا والله أخشى الهلاك على نفسي وفيما معك إحيائي وإحياء عيالي فسلمه ليوانصرف سالما ، قال القاضي : إذا كانت هذه حالتك فدعني أذهب إلى مزرعتي فأنزل إلى عبيدي وخدمي وآخذ منهم ما أستتر به وأدفع إليك جميع ما معي فقال اللص هيهات فمثلك مثل الطير في القفص فإذا خرج إلى الهواء خرج عن اليد وأخاف أن أخلي عنك فلا تدفع لي شيئا فقال القاضي : أنا أحلف لك إني أفعل ذلك فقال اللص : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يمين المكره لا تلزم ) وقال تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وأخاف أن تتأول عليّ فادفع ما معك فأعطاه القاضي الدابة والثياب دون السراويل فقال اللص : سلم السراويل ولا بد منها فقال القاضي : إنه قد آن وقت الصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم ملعون من نظر إلى سوءة أخيه وقد آن وقت الصلاة ولا صلاة لعريان والله يقول خذوا زينتكم عند كل مسجد وقيل في التفسير هي الثياب عند الصلاة فقال اللص أما صلاتك فهي صحيحة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :العراة يصلون قياما ويقوم إمامهعم وسطهم وقال مالك لا يصلون قياما يصلون متفرقين متباعدين حتى لا ينظر أحد منهم إلى سوءة البعض وقال أبو حنيفة يصلون قعودا وأما الحديث الذي ذكرت فهو حديث مرسل ولو سلمته لك لكان محمولا على النظر على سبيل التلذذ وأما أنت فحالك إضطرارا لا حال اختيار ألا ترى إن المرأة تغسل فرجها من النجاسة فلا تأمن النظر وكذلك الرجل إذا حلق عانته والرجل يختن غيره فإذا كان الأمر كذلك لم يلزم ما قاله القاضي فقال القاضي : أنت القاضي وأنا المستقضي وأنت الفقيه وأنا المستفتي وأنت المفتي خذ ما تريد ولا حول ولا قوة إلا بالله فأخذ السراويل والثياب ومضى ووقف القاضي مكانه حتى عرفه رجل فقال القاضي : واصفا اللص إنه من أجلاء الفقهاء قعد به الدهر حتى فعل به ما فعل فابعث إليه وأكرمه وأجري له ما يقوم به .
| |
|